أضافها الله عز وجل له في وراثة أبيه وأمه فعلم الله أنكم خيرة خلقه فاصطفى منكم محمدا صلىاللهعليهوآله واختار محمد عليا عليهالسلام واختارني علي عليهالسلام بالإمامة واخترت أنا الحسين عليهالسلام فقال له محمد بن علي أنت إمام وأنت وسيلتي إلى محمد صلىاللهعليهوآله والله لوددت أن نفسي ذهبت قبل أن أسمع منك هذا الكلام ألا وإن في رأسي كلاما لا تنزفه
______________________________________________________
بالوفاة ، وفيه تذكير لما سمعه من أبيه عليهالسلام حين أحضره وسائر إخوته عند الوصية إلى الحسنين عليهماالسلام ، وأشهدهم على ذلك وقد روي أنه نظر بعد الوصية إلى محمد بن الحنفية وقال له : هل حفظت ما أوصيت به إخوتك؟ قال : نعم ، قال : فإني أوصيك بتوقير أخويك لعظم حقهما عليك.
وضمير « أضافها » للوراثة و « في » بمعنى إلى ، والحاصل أنه إمام مثبت إمامته في الكتاب ، وقد ذكر الله تعالى وراثته مع وراثة أبيه وأمه كما سبق في وصية النبي صلىاللهعليهوآله ويحتمل أن تكون « في » للسببية أي أضاف الله تعالى الوراثة له بسبب وراثة أمه وأبيه وبتوسطهما أو بمعنى « مع » أي وراثة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أضيفت إلى وراثة أبيه وأمه ، إشارة إلى حضوره عند وصية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والوصية إليه على الخصوص ، وفي إعلام الورى وعند الله في الكتاب الماضي وراثة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أصابها في وراثة أبيه وأمه.
« علم الله أنكم خيرة خلقه ... اه » والخيرة بالكسر وكعنبة المختار والاختيار للإمامة بأمر الله سبحانه.
« هذا الكلام » أي الكلام الدال على وفاتك أو المشعر بحسدي « ألا » بفتح الهمزة حرف استفتاح « وإن في رأسي كلاما » النسبة إلى الرأس إما إشارة إلى أنه حصل بالسماع أو إلى أن القوة الحافظة في الدماغ أو لأن الإبداء باللسان وتنوين « كلاما » للتعظيم وهو عبارة عما يدل على فضل الحسنين عليهماالسلام ومناقبهما ، وشبهه بالماء لكثرته وغزارته ، وكونه سببا لحياة الأرواح كما أن الماء سبب لحياة الأبدان ، ونسبة النزف تخييلية ، والنزف : النزح ، تقول : نزفت ماء البئر نزفا إذا نزحت كله ، فهو كناية عن كثرته.