به الصدع ويكسو به العاري ويشبع به الجائع ويؤمن به الخائف وينزل الله به القطر ويرحم به العباد خير كهل وخير ناشئ قوله حكم وصمته علم يبين للناس ما يختلفون فيه ويسود عشيرته من قبل أوان حلمه فقال له أبي بأبي أنت.
______________________________________________________
روضته المقدسة صلوات الله عليه.
والقطر بالفتح : المطر ، ويستعار أيضا للبركة والسخاء ، وقال الجوهري : الكهل من الرجال الذي جاوز الثلاثين ووخطه الشيب ، وقال الفيروزآبادي : من وخطه الشيب أو من جاوز الثلاثين أو أربعا وثلاثين إلى إحدى وخمسين ، وفي النهاية من زاد على ثلاثين سنة إلى الأربعين ، وقيل : من ثلاث وثلاثين إلى تمام الخمسين انتهى.
ولعل تكرار « خيرنا شيء » تأكيد لغرابة الخبرية في هذا السن دون سن الكهولة وعدم ذكر سن الشيب لعدم وصوله عليهالسلام إلى سن الشيب ، وهو الذي غلب البياض على الشعر لأنه عليهالسلام كان له عند شهادته أقل من خمسين سنة كما سيأتي ، وقيل : تكرار خير ناشئ باعتبار أن المقصود هنا وصف أبيه بأنه خير كهل ، ووصفه بأنه يدرك كهولة أبيه حين شبابه ، ولذا قدم كهل على ناشئ ، قالوا : وهنا كالواو في كل رجل وضيعته في احتمال كون مدخولها منصوبا لكونها بمعنى مع ، وتقدير خبر المبتدأ قبلها وهو مقرون ، وكونها مرفوعا وكونها عاطفة ، وتقدير خبر المبتدأ بعد مدخولها أي مقرونان ولا يخفى بعده.
قوله : حكم ، أي حكمة وصواب أو حكم وقضاء بين الناس ، والأول أظهر « وصمته علم » أي مسبب عن العلم ، لأنه يصمت للتقية والمصلحة لا للجهل بالكلام وقيل : سبب للعلم لأنه يتفكر والأول أظهر « يسود » كيقول أي يصير سيدهم ومولاهم وأشرفهم ، والعشيرة الأقارب القريبة « قبل أوان حلمه » بالضم أي احتلامه وهو الجماع في النوم ، وهو كناية عن بلوغ السن الذي يكون للناس فيها ذلك ، فإن الإمام لا يحتلم أو بالكسر وهو العقل ، وهو أيضا كناية عن البلوغ لأن الناس عنده يكمل عقلهم