وأوثقهم حجة وهو الأكبر من ولدي وهو الخلف وإليه ينتهي عرى الإمامة وأحكامها فما كنت سائلي فسله عنه فعنده ما يحتاج إليه.
١٢ ـ علي بن محمد ، عن إسحاق بن محمد ، عن شاهويه بن عبد الله الجلاب قال كتب إلي أبو الحسن في كتاب أردت أن تسأل عن الخلف بعد أبي جعفر وقلقت لذلك فلا تغتم فإن الله عز وجل لا يضل « قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ » وصاحبك بعدي أبو محمد ابني وعنده ما تحتاجون إليه يقدم ما يشاء الله ويؤخر ما يشاء الله « ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها » قد كتبت بما فيه بيان وقناع لذي عقل يقظان.
______________________________________________________
والعروة ما يتمسك به « وعرى الإمامة » دلائلها التي يتمسك بها صاحبها من العلم والنصوص والمعجزات وكتب الأنبياء وآثارهم « ما يحتاج إليه » على المخاطب المعلوم أو الغائب المجهول.
الحديث الثاني عشر : مجهول أيضا.
« قلقت » كنصرت أي اضطربت « لذلك » أي لموت أبي جعفر لتوهمك أنه الخلف ، أو لعدم علمك بالخلف بعده « لا يضل قوما » أي لا يجدهم ضالين خارجين عن طريق الحق ، أو لا يسميهم ضالين ، أو لا يؤاخذهم مؤاخذتهم « بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ » للإيمان « حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ » أي ما يجب اتقاؤه وهو مخالفة الإمام ، ولا يعلم ذلك إلا بهدايتهم أي خصوص الإمام أو جميع الأوامر والنواهي ، ولا يعلم إلا من جهة الإمام ، فلا بد من تعيينه لهم ، وتدل على معذورية الجاهل وقد مر الكلام في تفسير الآية في باب البيان والتعريف « يقدم الله ما يشاء (١) » إشارة إلى البداء في أبي جعفر فإنه قدم أبا محمد عليهالسلام وأخر أبا جعفر « ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ » كلمة « ما » شرطية وإنساؤها إذهابها عن القلوب ، أي أي شيء ننسخ من آية أو نذهبها عن القلوب « نَأْتِ » بما هو خير لهم « مِنْها أَوْ مِثْلِها » في النفع فقد أنسي وأزيل عن قلوبهم ما ظنوه من
__________________
(١) وفي المتن « يقدّم ما يشاء الله ... ».