أحصيناه في إمام مبين » (١) هو والله الامام المبين ، ونحن الذين أنزل الله في حقنا « ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم » (٢).
يا شافعي نحن أهل البيت نحن ذرية الرسول ، ونحن أولو الامر ، فخر الشافعي مغشيا عليه ، لما سمع منه ، ثم أفاق من غشيته ، وآمن به ، وقال : الحمد لله الذي منحني بالاسلام ، ونقلني من التقليد إلى اليقين.
ثم أمر لنا باقامة الضيافة ، فبقينا على ذلك ثمانية أيام ، ولم يبق في المدينة إلا من جاء إلينا ، وحادثنا ، فلما انقضت الايام الثمانية سأله أهل المدينة أن يقوموا لنا بالضيافة ، ففتح لهم في ذلك ، فكثرت علينا الاطعمة والفواكه ، وعملت لنا الولائم ، ولبثنا في تلك المدينة سنة كاملة.
فعلمنا وتحققنا أن تلك المدينة مسيرة شهرين كاملة برا وبحرا ، وبعدها مدينة اسمها الرائقة ، سلطانها القاسم بن صاحب الامر عليهالسلام مسيرة ملكها شهرين وهي على تلك القاعدة ولها دخل عظيم ، وبعدها مدينة اسمها الصافية ، سلطانها إبراهيم بن صاحب الامر عليهالسلام بالحكام وبعدها مدينة أخرى اسمها ظلوم سلطانها عبدالرحمان بن صاحب الامر عليهالسلام ، مسيرة رستاقها وضياعها شهران ، وبعدها مدينة أخرى اسمها عناطيس ، سلطانها هاشم بن صاحب الامر عليهالسلام وهي أعظم المدن كلها وأكبرها وأعظم دخلا ، ومسيرة ملكها اربعة أشهر.
فيكون مسيرة المدن الخمس والمملكة مقدار سنة لا يوجد في أهل تلك الخطط والمدن والضياع والجزائر غير المؤمن الشيعي الموحد القائل بالبراءة والولاية الذي يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، سلاطينهم أولاد إمامهم ، يحكمون بالعدل وبه يأمرون ، وليس على وجه الارض مثلهم ، ولو جمع أهل الدنيا ، لكانوا أكثر عددا منهم على اختلاف الاديان والمذاهب.
ولقد أقمنا عندهم سنة كاملة نترقب ورود صاحب الامر إليهم ، لانهم زعموا
____________________
(١) يس : ١٢.
(٢) آل عمران : ٣٤.