وليس في تلك القصص ما يدل على أن أحدا لقيه عليهالسلام في مقر سلطنته ومحل إقامته.
ثم لا يخفى على الجائس في خلال ديار الاخبار أنه عليهالسلام ظهر في الغيبة الصغرى لغير خاصته ومواليه أيضا ، فالذي انفرد به الخواص في الصغرى هو العلم بمستقره ، وعرض حوائجهم عليه عليهالسلام فيه ، فهو المنفي عنهم في الكبرى ، فحالهم وحال غيرهم فيها كغير الخواص في الصغرى ، والله العالم.
* ( الثانية ) *
أنه قد علم من تضاعيف تلك الحكايات أن المداومة على العبادة ، والمواظبة. على التضرع والانابة ، في أربعين ليلة الاربعاء في مسجد السهلة أو ليلة الجمعة فيها أو في مسجد الكوفة أو الحائر الحسيني على مشرفه السلام أو أربعين ليلة من اي الليالي في اي محل ومكان ، كما في قصة الرمان المنقولة في البحار طريق إلى الفوز بلقائه عليهالسلام ومشاهدة جماله ، وهذا عمل شائع ، معروف في المشهدين الشريفين ، ولهم في ذلك حكايات كثيرة ، ولم نتعرض لذكر أكثرها لعدم وصول كل واحد منها إلينا بطريق يعتمد عليه ، إلا أن الظاهر أن العمل من الاعمال المجربة ، وعليه العلماء والصلحاء والاتقياء ، ولم نعثر لهم على مستند خاص وخبر مخصوص ، ولعلهم عثروا عليه أو استنبطوا ذلك من كثير من الاخبار التي يستظهر منها أن للمداومة على عمل مخصوص من دعاء أو صلاة أو قراءة أو ذكر أو أكل شئ مخصوص أو تركه في أربعين يوما تأثير في الانتقال والترقي من درجة إلى درجة ، ومن حالة إلى حالة ، بل في النزول كذلك ، فيستظهر منها أن في المواظبة عليه في تلك الايام تأثير لانجاح كل مهم أراده.
ففي الكافي : ما أخلص عبد الايمان بالله وفي رواية ما أجمل عبد ذكر الله أربعين صباحا إلا زهده في الدنيا ، وبصره داءها ودواء وأثبت الحكمة