فمن ذلك ما رواه محمد بن يعقوب الكليني في كتاب الوسائل عمن سماه قال : كتبت إلى أبي الحسن عليهالسلام أن الرجل يحب أن يفضي إلى إمامه ما يحب أن يفضي به إلى ربه قال : فكتب إن كانت لك حاجة فحرك شفتيك فان الجواب يأتيك.
ومن ذلك ما رواه هبة الله بن سعيد الراوندي في كتاب الخرائج عن محمد بن الفرج قال : قال لي علي بن محمد عليهماالسلام : لذا أردت أن تسأل مسألة فاكتبها ، وضع الكتاب تحت مصلاك ، ودعه ساعة ثم أخرجه وانظر فيه ، قال : ففعلت فوجدت ما سألته عنه موقعا فيه ، وقد اقتصرت لك على هذا التنبيه ، والطريق مفتوحة إلى إمامك لمن يريد الله جل جلاله عنايته به ، وتمام إحسانه إليه.
ومنها قوله في آخر الكتاب : ثم ما أوردناه بالله جل جلاله من هذه الرسالة ثم عرضناه على قبول واهبه صاحب الجلالة نائبه عليهالسلام في النبوة والرسالة ، وورد الجواب في المنام ، بما يقتضي حصول القبول والانعام ، والوصية بأمرك ، والوعد ببرك وارتفاع قدرك انتهى.
وعليك بالتأمل في هذه الكلمات ، التي تفتح لك أبوابا من الخير والسعادت ويظهر منها عدم استبعاد كل ما ينسب إليه من هذا الباب ، والله الموفق لكل خير وثواب.
الحكاية السادسة والخمسون
قال العالم الفاضل المتبحر النبيل الصمداني الحاج المولى رضا الهمداني في المفتاح الاول من الباب الثالث من كتاب مفتاح النبوة في جملة كلام له في أن الحجة عليهالسلام قد يظهر نفسه المقدسة لبعض خواص الشيعة : أنه عليهالسلام قد اظهر نفسه الشريفة قبل هذا بخمسين سنة لواحد من العلماء المتقين المولى عبدالرحيم الدماوندي الذي ليس لاحد كلام في صلاحه وسداده.
قال : وقال هذا العالم في كتابه : إني رأيته عليهالسلام في داري في ليلة مظلمة جدا بحيث لا تبصر العين شيئا واقفا في جهة القبلة وكان النور يسطع من وجهه المبارك حتى أني كنت أرى نقوش الفراش بهذا النور.