ستانير (١) ومن غير خاصتي خمسة عشر دينارا مما كنت أحكم فيه كمالي (٢) وخلوت به في الروشن ، وعرضت ذلك عليه ، واعتذرت إليه ، فامتنع من قبول شئ اصلا ، وقال : إن معي نحو مائة دينار وما آخذ شيئا ، أعطه لمن هو فقير ، وامتنع غاية الامتناع.
فقلت : إن رسول مثله عليه الصلاة والسلام ، يعطى لاجل الاكرام لمن أرسله لا لاجل فقره وغناه ، فامتنع ، فقلت له « مبارك » أما الخمسة عشر ، فهي من غير خاصتي ، فلا أكرهك على قبولها ، وأما هذه الستة دنانير فهي من خاصتي فلا بد أن تتقبلها مني فكاد أن يؤيسني من قبولها ، فألزمته فأخذها ، وعاد تركها ، فألزمته فأخذها ، وتغديت أنا وهو ، ومشيت بين يديه كما أمرت في المنام إلى ظاهر الدار وأوصيته بالكتمان ، والحمد لله وصلى الله على سيد المرسلين محمد وآله الطاهرين.
الحكاية الثالثة
في آخر كتاب في التعازي عن آل محمد عليهمالسلام ووفاة النبي صلىاللهعليهوآله تأليف الشريف الزاهد أبي عبدالله محمد بن علي بن الحسن بن عبدالرحمن العلوي الحسيني رضياللهعنه عن الاجل العالم الحافظ ، حجة الاسلام ، سعيد بن أحمد بن الرضي عن الشيخ الاجل المقرئ خطير الدين حمزة بن المسيب بن الحارث أنه حكى في داري بالظفرية بمدينة السلام في ثامن عشر شهر شعبان سنة أربع وأربعين وخمسمائة قال : حدثني شيخي العالم ابن أبي القاسم (٣) عثمان بن عبدالباقي بن احمد الدمشقي في سابع عشر جمادى الآخرة من سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة قال : حدثني الاجل
____________________
(١) ستانير ، كذا في النسخ والظاهر انه مخفف « ستة دنانير » كذا بخط المؤلف رحمه الله ، أقول : بل هو مقطوع لما يأتي بعده من التصريح بذلك ، وهو مثل قولهم « ستى » مخفف « سيدتي ».
(٢) أي مثل مالي.
(٣) كذا في نسخة كشكول المحدث البحراني ، منه رحمهالله.