بالدنيا مظلمة للغاية ، واصابني المطر فجعلت أنادي يا سيدنا يامولانا تفضل فقد فتحت الباب ، ورجعت إلى ورائي اتفحص عنه وأنادي فلم أر أحدا اصلا وأضر بي الهواء والمطر والبرد في ذلك الزمان القليل.
فدخلت المسجد وانتبهت من غفلتي وكأني كنت نائما فاستيقظت وجعلت ألوم نفسي على عدم التنبه لما كنت ارى من الآيات الباهرة ، وأتذكر ما شاهدته وأنا غافل من كراماته : من الضياء العظيم في المقام الشريف مع أني لم أر سراجا ولو كان في ذلك المقام عشرون سراجا لما وفي بذلك الضياء وذكرت أن ذلك السيد الجليل سماني باسمي مع أني لم أعرفه ولم أره قبل ذلك.
وتذكرت أني لما كنت في المقام كنت أنظر إلى فضاء المسجد ، فأرى الظلام الشديد ، واسمع صوت المطر والرعد ، وإني لما خرجت من المقام مصاحبا له سلام الله عليه ، كنت أمشي في ضياء بحيث أرى موضع قدمي ، والارض يابسة والهواء عذب ، حتى وصلنا إلى باب المسجد ، ومنذ فارقني شاهدت الظلمة والمطر وصعوبة الهواء ، إلى غير ذلك من الامور العجيبة ، التي أفادتني اليقين بأنه الحجة صاحب الزمان عليهالسلام الذي كنت أتمنى من فضل الله التشرف برؤيته ، وتحملت مشاق عمل الاستجارة عند قوة الحر والبرد لمطالعة حضرته سلام الله عليه فشكرت الله تعالى شأنه ، والحمد لله.
الحكاية التاسعة والخمسون
وقال أدام الله أيام سعادته في كتابه إلي : حكاية اخرى اتفقت لي ايضا وهي أني منذ سنين متطاولة كنت أسمع بعض أهل الديانة والوثاقة يصفون رجلا من كسبة أهل بغداد أنه رأى مولانا الامام المنتظر سلام الله عليه ، وكنت أعرف ذلك الرجل ، وبيني وبينه مودة ، وهو ثقة عدل ، معروف باداء الحقوق المالية ، وكنت أحب أن أساله بيني وبينه ، لانه بلغني أنه يخفي حديثه ولا يبديه إلا لبعض الخواص ممن يأمن إذاعته خشية الاشتهار ، فيهزأ به من ينكر ولادة المهدي وغيبته