زمان قليل ، فذهب ما كنا نستشمه من تلك الرائحة الطيبة ورجعنا إلى ما كنا فيه من قراءة الدعاء فلما رجعنا إلى البيت سألت عن المولى رحمهالله عن سبب ذلك الطيب ، فقال : مالك والسؤال عن هذا وأعرض عن جوابي.
وحدثني الاخ الصفي العالم المتقي الآغا علي رضا الاصفهاني الذي مر ذكره ، وكان صديقه وصاحب سره ، قال : سألته يوما عن لقائه الحجة عليهالسلام وكنت اظن في حقه ذلك كشيخه السيد المعظم العلامة الطباطبائي كما تقدم فأجابني بتلك الواقعة ، حرفا بحرف ، وقد ذكرت في دار السلام بعض كراماته ومقاماته رحمة الله عليه.
الحكاية الرابعة والثلاثون
قال الفاضل الجليل النحرير الاميرزا عبدالله الاصفهاني الشهير بالافندي في المجلد الخامس من كتاب رياض العلماء في ترجمة الشيخ بن [ أبي ] الجواد النعماني أنه ممن رأى القائم عليهالسلام في زمن الغيبة الكبرى ، وروى عنه عليهالسلام ورأيت في بعض المواضع نقلا عن خط الشيخ زين الدين علي بن الحسن بن محمد الخازن الحائري تلميذ الشهيد أنه قد رأى ابن ابي جواد النعماني مولانا المهدي عليهالسلام فقال له : يا مولاي لك مقام بالنعمانية ، ومقام بالحلة ، فأين تكون فيهما؟ فقال له : أكون بالنعمانية ليلة الثلثاء ويوم الثلثاء ، ويوم الجمعة وليلة الجمعة أكون بالحلة ولكن أهل الحلة ما يتادبون في مقامي ، وما من رجل دخل مقامي بالادب يتادب ويسلم علي وعلى الائمة وصلى علي وعليهم اثني عشر مرة ثم صلى ركعتين بسورتين ، وناجى الله بهما المناجاة ، للا أعطاه الله تعالى ما يسأله ، أحدها المغفرة.
فقلت : يا مولاي علمني ذلك ، فقال : قل : اللهم قد أخذ التأديب مني حتى مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ، وإن كان ما اقترفته من الذنوب أستحق به أضعاف أضعاف ما أدبتني به ، وأنت حليم ذو أناة تعفو عن كثير حتى يسبق عفوك ورحمتك عذابك ، وكررها علي ثلاثا حتى فهمتها.