فلذلك المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه فإذا أصاب روحا من تلك الأرواح في بلد
______________________________________________________
والله شيعتنا من نور الله خلقوا وإليه يعودون أو الإضافة بيانية شبه الروح بالريح لسريانه في البدن كما أن نسبة النفخ إليه لذلك ، أي من الروح الذي هو كالريح واجتباه واختاره.
وقد روي عن الباقر عليهالسلام في تفسير قوله تعالى : « وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي » كيف هذا النفخ؟ فقال : إن الروح متحرك كالريح ، وإنما سمي روحا لأنه اشتق اسمه من الريح وإنما أخرجه على لفظة الروح لأن الروح مجانس للريح وإنما أضافه إلى نفسه لأنه اصطفاه على سائر الأرواح كما اصطفى بيتا من البيوت فقال : بيتي ، وقال لرسول من الرسل خليلي وأشباه ذلك ، وكل ذلك مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر ، ويمكن أن يقرأ بفتح الراء أي من نسيم رحمته كما ورد في خبر آخر : وأجرى فيهم من روح رحمته.
« لأبيه وأمه » الظاهر تشبيه الطينة بالأم والروح بالأب ، ويحتمل العكس.
لا يقال : على هذا الوجه يلزم أن يكون المؤمن محزونا دائما؟
لأنا نقول : يحتمل أن يكون للتأثر شرائط أخرى تفقد في بعض الأحيان كارتباط هذا الروح ببعض الأرواح أكثر من بعض ، كما ورد : الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
ويحتمل أن يكون الحزن الدائم للمؤمن أحد أسبابه ذلك كما أن تذكر الآخرة أيضا سبب له ، لكن شدته في بعض الأحيان بحيث يتبين له ذلك بحزن الأرواح المناسبة له ، أو بحزن الأرواح الشريفة العالية المؤثرة في العوالم ، لا سيما في أرواح الشيعة وقلوبهم وأبدانهم ، كما روى الصدوق (ره) في معاني الأخبار بإسناده إلى أبي بصير قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام ومعي رجل من أصحابنا ، فقلت له