بأبي أنت وأمي فقال أما إنك أن تعين أخاك المسلم أحب إلي من طواف أسبوع بالبيت مبتدئا ثم قال إن رجلا أتى الحسن بن علي عليهالسلام فقال بأبي أنت وأمي أعني على قضاء حاجة فانتعل وقام معه فمر على الحسين صلوات الله عليه وهو قائم يصلي فقال له أين كنت عن أبي عبد الله تستعينه على حاجتك قال قد فعلت بأبي أنت وأمي فذكر أنه معتكف فقال له أما إنه لو أعانك كان خيرا له من اعتكافه شهرا.
______________________________________________________
أو هو على بناء اسم المفعول حالا عن الطواف ، وعلى التقديرين الأخيرين لإخراج طواف الفريضة ، وقيل : حال عن فاعل تعين أي تعين مبتدئا أو تميز عن نسبة أحب إلى الإعانة أي أحب من حيث الابتداء يعني قبل الشروع في الطواف لا بعده ، ولا يخفى ما فيهما لا سيما الأخير « تستعينه » أي لتستعينه أو هو حال ، فإن قيل : كيف لم يختر الحسين صلوات الله عليه إعانته مع كونها أفضل؟ قلت : يمكن أن يجاب عن ذلك بوجوه :
الأول : أنه يمكن أن يكون له عليهالسلام عذر آخر لم يظهره للسائل ولذا لم يذهب معه ، فأفاد الحسن عليهالسلام ذلك لئلا يتوهم السائل أن الاعتكاف في نفسه عذر في ترك هذا ، فالمعنى لو أعانك مع عدم عذر آخر كان خيرا.
الثاني : أنه لا استبعاد في نقص علم إمام قبل إمامته عن إمام آخر في حال إمامته أو اختيار الإمام ما هو أقل ثوابا لا سيما قبل الإمامة.
الثالث : ما قيل : إنه لم يفعل ذلك لا يثأر أخيه على نفسه صلوات الله عليهما في إدراك ذلك الفضل.
الرابع : ما قيل أن فعلت بمعنى أردت الاستعانة وقوله : فذكر على بناء المجهول أي ذكر بعض خدمة أو أصحابه أنه معتكف فلذا لم أذكر له.
ثم اعلم أن قضاء الحاجة من المواضع التي جوز الفقهاء خروج المعتكف فيها عن محل اعتكافه إلا أنه لا يجلس بعد الخروج ولا يمشي تحت الظل اختيارا على المشهور ، ولا يجلس تحته على قول.