ولا يغتابه.
٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري قال كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام ودخل عليه رجل فقال لي تحبه فقلت نعم فقال لي ولم لا تحبه وهو أخوك وشريكك في دينك وعونك على عدوك ورزقه
______________________________________________________
وهي مفعلة من الرؤية ، والمعنى أن المؤمن يحكي لأخيه المؤمن جميع ما يراه فيه ، فإن كان حسنا زينه له ليزداد منه ، وإن كان قبيحا نبهه عليه لينتهي عنه ، انتهى.
وأقول : قد ذهب بعض الصوفية إلى أن المؤمن الثاني هو الله تعالى ، أي المؤمن مظهر لصفاته الكمالية تعالى شأنه كما ينطبع في المرآة صورة الشخص ، والحديث يدل على أنه ليس بمراد من الخبر النبوي ، وقيل : المراد أن كلا من المؤمنين مظهر لصفات الآخر ، لأن في كل منهما صفات الآخر مثل الإيمان وأركانه ولواحقه وآثاره ، والأخلاق والآداب ، ولا يخفى بعده.
« ولا يكذبه » على بناء المجرد أي لا يقول له كذبا ، أو على بناء التفعيل أي لا ينسب الكذب إليه فيما يخبره ، ولا يستلزم ذلك الاعتماد عليه في كل ما يقوله وإن كان يشعر بذلك ، كما ورد في خبر آخر مستدلا عليه بقوله تعالى : « وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ » (١) والظاهر أن المراد بالمسلم هنا المؤمن إيذانا بأن غير المؤمن ليس بمسلم حقيقة.
الحديث السادس : حسن كالصحيح.
« ولم لا تحبه » ترغيب في زيادة المحبة وإدامتها لغيره أيضا بذكر أسبابها وعدم المانع منها « أخوك » أي سماه الله تعالى أخاك أو مخلوق من روحك وطينتك ، ويحتمل أن يكون قوله : وشريكك في دينك تفسيرا للإخوة ، أو يكون في دينك متعلقا بهما على التنازع « على عدوك » من الجن والإنس أو الأخير فقط ، أو الأعم
__________________
(١) سورة التوبة : ٦١.