العلم ينجلي عنهم كل فتنة مظلمة ليسوا بالمذاييع البذر ولا بالجفاة المراءين.
١٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن أبي الحسن الأصبهاني ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال أمير المؤمنين عليهالسلام طوبى لكل عبد نومة
______________________________________________________
وهذا وجه جمع حسن بين أخبار مدح العزلة كهذا الخبر وذمها ، وهو أيضا كثير.
أو باختلاف الأزمنة والأحوال ، فإنه يومئ إليه أيضا هذا الخبر ، وكذا قوله : « وينابيع العلم » فإنه يدل على انتفاع الناس بعلمهم « ينجلي » أي ينكشف ويذهب « عنهم كل فتنة مظلمة » أي الفتنة التي توجب اشتباه الحق والدين على الناس ، وانجلاؤها عنهم كناية عن عدم صيرورتها سببا لضلالتهم ، بل هم مع تلك الفتن المضلة على نور الحق واليقين.
« ليسوا بالمذاييع البذر » قال في النهاية : في حديث فاطمة عند وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قالت لعائشة : إني إذا لبذرة ، البذر الذي يفشي السر ويظهر ما يسمعه ، ومنه حديث علي عليهالسلام في صفة الصحابة : ليسوا بالمذاييع البذر جمع بذور يقال : بذرت الكلام بين الناس كما تبذر الحبوب ، أي أفشيته وفرقته ، وقال : المذاييع ، جمع مذياع ، من أذاع الشيء إذا أفشاه ، وقيل : أراد الذين يشيعون الفواحش ، وهو بناء مبالغة.
وقال : الجفاء ، غلظ الطبع ومنه في صفة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ليس بالجافي ولا بالمهين : أي ليس بالغليظ الخلقة والطبع ، أو ليس بالذي يجفو أصحابه ، وفي القاموس البذور والبذير النمام ومن لا يستطيع كتم سره ورجل بذر ككتف : كثير الكلام انتهى.
وقيل : الجافي هو الكز الغليظ السيء الخلق كأنه جعله لانقباضه مقابلا لمنبسط اللسان الكثير الكلام ، والمراد النهي عن طرفي الإفراط والتفريط ولزوم الوسط.
الحديث الثاني عشر : مجهول.
وقال في النهاية : فيه رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لابر