.................................................................................................
______________________________________________________
وأقول : قيام الأرواح بأنفسها أو تعلقها بالأجساد المثالية ثم تعلقها بالأجساد العنصرية مما لا دليل على امتناعه ، وأما عدم تذكر الأحوال السابقة فلعله لتقلبها في الأطوار المختلفة أو لعدم القوي البدنية أو كون تلك القوي قائمة بما فارقته من الأجساد المثالية ، أو لا ذهاب الله تعالى عنها تذكر هذه الأمور لنوع من المصلحة ، كما ورد أن التذكر والنسيان منه تعالى ، مع أن الإنسان لا يتذكر كثيرا من أحوال الطفولية والولادة ، والتأويلات المذكورة يأبى عنها صريح كثير من الأخبار التي مر بعضها.
الثاني (١) : أن الأرواح الإنسانية مختلفة في الحقيقة ، قال العلامة نور الله مرقده في شرح التجريد : ذهب الأكثر إلى أن النفوس البشرية متحدة في النوع متكثرة بالشخص ، وهو مذهب أرسطو ، وذهب جماعة من القدماء إلى أنها مختلفة بالنوع.
وقال شارح المقاصد : ذهب جمع من قدماء الفلاسفة إلى أن النفوس الحيوانية والإنسانية متماثلة متحدة المهية ، واختلاف الأحوال والإدراكات عائد إلى اختلاف الآلات ، وهذا لازم على القائلين بأنها أجسام والأجسام متماثلة إذ لا تختلف إلا بالعوارض ، وأما القائلون بأن النفوس الإنسانية مجردة فذهب الجمهور منهم إلى أنها متحدة المهية وإنما تختلف في الصفات والملكات ، واختلاف الأمزجة والأدوات ، وذهب بعضهم إلى أنها مختلفة بالمهية بمعنى أنها جنس تحته أنواع مختلفة ، تحت كل نوع منها أفراد متحدة المهية متناسبة الأحوال بحسب ما يقتضيه الروح العلوي المسمى بالطباع التام لذلك النوع ، ويشبه أن يكون قوله عليهالسلام : الناس معادن كمعادن الذهب والفضة وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : الأرواح جنود مجندة « الحديث »
__________________
(١) أي من الأمرين الذي استدلوا لإثباته بهذا الحديث.