إنه كان مكنعا ثم رد أصابعه فقال كأني أنظر إلى تكنيعه أتاهم فأنذرهم
______________________________________________________
وأدخله الجنة ، فلما دخلها « قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ».
وفي تفسير الثعلبي بالإسناد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : سباق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين : علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وصاحب ياسين ، ومؤمن آل فرعون ، فهم الصديقون وعلي أفضلهم ، كل ذلك ذكره الطبرسي رحمهالله في مجمع البيان.
والأخبار الطويلة الواردة في قصصهم أوردتها في الكتاب الكبير.
« إنه كان مكنعا » في أكثر النسخ بالنون المشددة المفتوحة ، وفي بعضها بالتاء وفي القاموس كنع كمنع كنوعا انقبض وانضم أصابعه ضربها فأيبسها ، وكفرح يبس وتشنج ولزم ، وشيخ كنع ككتف شنج ، والكنيع المكسور اليد ، والأكنع الأشل وكمعظم ومجمل المقفع اليد ، أي متشنجها أو المقطوعها وكنع يده أشلها وقال : كنع كمنع انقبض وانضم ، والأكنع من رجعت أصابعه إلى كفه وظهرت رواجيه.
وأقول : كأنه كان الجذام سببا لتكنيع أصابعه وكان هذا الداء أيضا مذكورا في الأدواء التي نفاها عن المؤمن ، أو الغرض بيان أن الابتلاء بالأدواء العظيمة الشنيعة لا ينافي كمال الإيمان ، وقيل : كانت أصابعه سقطت من الجذام فأشار عليهالسلام بضم أصابعه إلى كفه إلى ذلك.
« ثم رد أصابعه » هذا من كلام الراوي أي رد عليهالسلام أصابعه إلى كفه إشارة إلى تكنيعه « فقال كأني أنظر إلى تكنيعه » أي أعلم ذلك وكيفيته بعين اليقين « أتاهم » أي حبيب « فأنذرهم » وخوفهم عقاب الله على ترك اتباع الرسل ، بما حكى الله تعالى عنه.