أسربوها ونظر في الأخرى فإذا هي موقورة فقال احبسوها.
٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن سعدان قال
______________________________________________________
العاشر من يأخذ العشر على الطريق ، في المصباح : عشرت المال عشرا من باب قتل وعشورا ، أخذت عشره ، واسم الفاعل عاشر وعشار « فقال أسربوها » على بناء الأفعال أي أرسلوها وخلوها تذهب ، والسارب الذاهب على وجهه في الأرض « فإذا هي موقرة » (١) بفتح القاف أو كسرها ، في القاموس : الوقر بالكسر الحمل الثقيل أو أعم ، وأوقر الدابة إيقارا وقرة ودابة وقرى موقرة ، ورجل موقر ذو وقر ، ونخلة موقرة وموقرة وموقور وموقرة.
« فقال احبسوها » بالأمر من باب ضرب ، والتشبيه في غاية الحسن والكمال ، والحديث يدل أن الفقر أفضل من الغنى ومن الكفاف للصابر ، وما وقع في بعض الروايات من استعاذتهم عليهمالسلام من الفقر ، يمكن حمله على الاستعاذة من الفقر الذي لا يكون معه صبر ولا ورع يحجزه عما لا يليق بأهل الدين ، أو على فقر القلب أو فقر الآخرة ، وقد صرح به بعض العلماء ، ودل عليه بعض الروايات ، وللعامة في تفضيل الفقر على الغنى والكفاف أو العكس أربعة أقوال ثالثها ، الكفاف أفضل ، ورابعها الوقف ، ومعنى الكفاف أن لا يحتاج ولا يفضل ، ولا ريب أن الفقر أسلم وأحسن بالنسبة إلى أكثر الناس ، والغناء أحسن بالنسبة إلى بعضهم ، فينبغي أن يكون المؤمن راضيا بكل ما أعطاه الله ، وعلم صلاحه فيه ، وسؤال الفقر لم يرد في الأدعية ، بل ورد في أكثرها الاستعاذة عن الفقر الذي يشقي به ، وعن الغنى الذي يصير سببا لطغيانه ، وروى الصدوق (ره) في معاني الأخبار بإسناده عن الحارث الأعور قال : كان فيما سأل عنه علي بن أبي طالب ابنه الحسن عليهماالسلام إنه قال له : ما الفقر؟ قال : الحرص والشره.
الحديث الثاني : مجهول.
__________________
(١) وفي المتن « موقورة ».