٦ ـ عنه ، عن بعض أصحابه رفعه قال قال أبو عبد الله عليهالسلام ما أعطي عبد من الدنيا إلا اعتبارا وما زوي عنه إلا اختبارا.
٧ ـ عنه ، عن نوح بن شعيب وأبي إسحاق الخفاف ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال ليس لمصاص شيعتنا في دولة الباطل إلا القوت شرقوا إن شئتم أو غربوا
______________________________________________________
الحديث السادس : مرفوع.
« إلا اعتبارا » مفعول له ، وكذا اختبارا ، وكان المعنى لا يعطيه إلا ليعتبر به غيره ، فيعلم أنه لا خير فيه لما يظهر للناس من مفاسده الدنيوية والأخروية ، أو ليعتبر بحال الفقراء فيشكر الله على الغناء ويعين الفقراء كما مر في حديث آدم عليهالسلام حيث سأل عن سبب اختلاف ذريته؟ فقال تعالى في سياق جوابه : وينظر الغني إلى الفقير فيحمدني ويشكرني ، وينظر الفقير إلى الغني فيدعوني ويسألني ، لكن الأول في هذا المقام أنسب ، وقوله : إلا اختبارا في بعض النسخ بالياء المثناة التحتانية أي لأنه اختاره وفضله وأكرمه بذلك ، وفي بعضها بالموحدة أي امتحانا فإذا صبر كان خيرا له ، والابتلاء والاختبار في حقه تعالى مجاز باعتبار أن فعل ذلك مع عباده ليترتب عليه الجزاء ، شبيه بفعل المختبر منا مع صاحبه ، وإلا فهو سبحانه عالم بما يصدر عن العباد قبل صدوره منهم ، و « زوي » على بناء المجهول ، في القاموس : زواه زيا وزويا نحاه فانزوى وسره ، عنه طواه. والشيء جمعه وقبضه.
وأقول : نائب الفاعل ضمير الدنيا ، وقيل : هذا مخصوص بزمان دولة الباطل لئلا ينافي ما سيأتي من الأخبار في كتاب المعيشة.
الحديث السابع : مرسل.
وقال الجوهري : المصاص خالص كل شيء ، يقال : فلان مصاص قومه إذا كان أخلصهم نسبا ، يستوي فيه الواحد والاثنان ، والجمع والمؤنث ، وفي النهاية ومنه الحديث : اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا ، أي بقدر ما يمسك الرمق من المطعم ، وفي المصباح : القوت ما يؤكل ليمسك الرمق قاله ابن فارس والأزهري ، انتهى.