لي إن الله تبارك وتعالى أيد المؤمن بِرُوحٍ مِنْهُ تحضره في كل وقت يحسن فيه ويتقي وتغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدي فهي معه تهتز سرورا عند إحسانه وتسيخ في الثرى عند إساءته فتعاهدوا عباد الله نعمه بإصلاحكم أنفسكم
______________________________________________________
رسب ، والأرض بهم انخسفت ، والثرى قيل : هو التراب الندى وهو الذي تحت الظاهر من وجه الأرض ، فإن لم يكن فهو تراب ، ولا يقال ثري.
وأقول : يظهر من الأخبار أنه منتهى المخلوقات السفلية وعند ذلك ضل علم العلماء.
وقال الفيروزآبادي : الثرى الندى والتراب الندى ، أو الذي إذا بل لم يصر طينا والأرض ، وقال : تعهده وتعاهده تفقده وأحدث العهد به ، وفي المصباح : عهدت الشيء ترددت إليه وأصلحته ، وحقيقته تجديد العهد به ، وتعهدته حفظته قال ابن فارس : ولا يقال تعاهدته لأن التفاعل لا يكون إلا من اثنين ، وقال الفارابي : تعهدته أصلح من تعاهدته ، انتهى.
والظاهر أن المراد هنا حفظ نعم الله واستبقاؤها ، واستعمال ما يوجب دوامها وبقاؤها ، والمراد بالنعم هنا النعم الروحانية من الإيمان واليقين ، والتأييد بالروح والتوفيقات الربانية ، وتعاهدها إنما يكون بترك الذنوب والمعاصي ، والأخلاق الذميمة التي توجب نقصها أو زوالها ، كما قال عليهالسلام : بإصلاحكم أنفسكم.
و « يقينا » تميز وزيادة اليقين لقوله تعالى : « لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ » (١) وأيضا إصلاح النفس يوجب الترقي في الإيمان واليقين وما يوجب الفلاح في الآخرة كما قال سبحانه : « قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها ، وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها » (٢) والنفيس الكريم الشريف الذي يتنافس فيه ، في المصباح : نفس الشيء نفاسا كرم فهو نفيس ، ونفست
__________________
(١) سورة إبراهيم : ٧.
(٢) سورة الشمس : ٩.