٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن عبد الله بن مسكان عمن ذكره ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله عز وجل : « فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ » (١) فقال ما أصبرهم على فعل ما يعلمون أنه يصيرهم إلى النار.
______________________________________________________
الحديث الثاني : مرسل.
والآية في سورة البقرة هكذا : « إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ، أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى وَالْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ » وذكر البيضاوي قريبا مما ورد في الخبر ، قال تعجب من حالهم في الالتباس بموجبات النار من غير مبالاة « ما » تامة مرفوعة بالابتداء ، وتخصيصها كتخصيص « شر أهر ذا ناب » أو استفهامية وما بعدها الخبر ، أو موصولة وما بعدها صلة والخبر محذوف.
وأقول : يعضده قوله تعالى في الآية السابقة : « ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ » وقال البيضاوي فيه : أما في الحال لأنهم أكلوا ما يلتبس بالنار لكونها عقوبة عليه ، فكأنهم أكلوا النار ، أو في المال أي لا يأكلون يوم القيامة إلا النار : انتهى.
وأقول : مثله قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على ظهوركم فأطفئوها بصلاتكم.
وقال الطبرسي (ره) فيه أقوال : أحدها : أن معناه ما أجرأهم على النار ، ذهب إليه الحسن وقتادة ، ورواه علي بن إبراهيم بإسناده عن أبي عبد الله عليهالسلام والثاني : ما أعملهم بأعمال أهل النار عن مجاهد وهو المروي عن أبي عبد الله عليهالسلام والثالث : ما أبقاهم على النار ، كما يقال : ما أصبر فلانا على الحبس عن الزجاج ، والرابع : ما أدومهم على النار أي ما أدومهم على عمل أهل النار كما يقال ما أشبه سخاك بحاتم ، أي بسخاء حاتم ، وعلى هذه الوجوه فظاهر الكلام التعجب والتعجب
__________________
(١) سورة البقرة : ١٧٥.