وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ » (١) قال ثم قال وما يعفو الله أكثر مما يؤاخذ به.
______________________________________________________
عَلَى اللهِ يَسِيرٌ ، لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ » (٢) فنحن الذين لا ناسي على ما فاتنا ولا نفرح بما أوتينا.
وروى الحميري في قرب الإسناد عن ابن بكير قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عز وجل : « وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ » فقال : هو « وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ » قال : قلت : ما أصاب عليا وأشياعه من أهل بيته من ذلك؟ قال : فقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يتوب إلى الله عز وجل كل يوم سبعين مرة من غير ذنب.
وأقول : سيأتي أخبار كثيرة في ذلك في باب نادر في أواخر هذا المجلد.
وقال الطبرسي (ره) : « وَما أَصابَكُمْ » معاشر الخلق « مِنْ مُصِيبَةٍ » من بلوى في نفس أو مال « فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ » من المعاصي « وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ » منها فلا يعاقب بها ، قال الحسن : الآية خاصة بالحدود التي يستحق على وجه العقوبة ، وقال قتادة : هي عامة ، وروي عن علي عليهالسلام أنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : خير آية في كتاب الله هذه الآية ، يا علي ما من خدش عود ولا نكبة قدم إلا بذنب ، وما عفا الله عنه في الدنيا فهو أكرم من أن يعود فيه ، وما عاقب عليه في الدنيا فهو أعدل من أن يثني على عبده وقال أهل التحقيق : إن ذلك خاص وإن خرج مخرج العموم ، لما يلحق من مصائب الأطفال والمجانين ومن لا ذنب له من المؤمنين ، ولأن الأنبياء والأئمة يمتحنون بالمصائب وإن كانوا معصومين من الذنوب لما يحصل لهم في الصبر عليها من الثواب ، انتهى.
وقيل : الذنوب متفاوتة بالذات ، وبالنسبة إلى الأشخاص ، وترك الأولى ذنب بالنسبة إليهم ، فلذلك قيل : حسنات الأبرار سيئات المقربين ، ويؤيده ما أصاب آدم ويونس وغيرهما بسبب تركهم ما هو أولى بهم ، ولئن سلم فقد يصاب البريء بذنب الجريء ، وما ذكرنا أظهر وأصوب ومؤيد بالأخبار.
__________________
(١) سورة الشورى : ٣٠.
(٢) سورة الحديد : ٢٣.