وعجبت لمن مكر به كيف لا يفزع إلى قوله : ( وَاُفَوّضُ أمري إلى اللهِ اِنّ اللهَ بَصِيرٌ بِالعِبَاد ) فانّي سمعت الله جلّ وتقدّس يقول بعقبها : ( فَوَقَاهُ اللهُ سَيِّئآتِ مِا مَكَرُوا ) (١).
وعجبت لمن أراد الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قوله تبارك وتعالى : ( مَا شَاءَ اللهُ لاَ قُوَّةَ اِلاَّ بِاللهِ ) فانّي سمعت الله عزّ اسمه يقول بعقبها : ( اِن تَرَنِ أَنَا أَقَلّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً * فَعَسى رَبِّى أَن يُؤتِينَ خَيراً مِّن جَنَّتِكَ ) (٢) وعسى موجبة (٣).
وروي بأسانيد معتبرة عنه عليهالسلام انّه قال : جاء رجل إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا رسول الله قد لقيت شدّة من وسوسة الصدر ، وأنا رجل مدين معيل محوج ، فقال له : كرر هذه الكلمات : « توكلت على الحي الذي لا يموت ، والحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولداً ، ولم يكن له شريك في الملك ، ولم يكن له وليّ من الذلّ وكبّره تكبيراً ».
فلم يلبث أن جاءه فقال : أذهب الله عنّي وسوسة صدري ، وقضى عنّي ديني ، ووسّع عليّ رزقي (٤).
وروي بسند صحيح آخر عنه عليهالسلام انّه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم انّ آدم شكا إلى الله عزّوجلّ ما يلقي من حديث النفس والحزن ، فنزل عليه جبرئيل فقال له : يا آدم قل « لا حول ولا قوّة الاّ بالله » فقالها ، فذهب عنه الوسوسة والحزن (٥).
__________________
١ ـ غافر : ٤٥.
٢ ـ الكهف : ٤٠.
٣ ـ الخصال : ٢١٨ ح ٤٣ باب ٤ ـ أمالي الصدوق : ١٥ ح ٢ مجلس ٢ ـ عنهما البحار ٩٣ : ١٨٤ ح ١ باب ٤.
٤ ـ الكافي ٢ : ٥٥٥ ح ٣ باب الدعاء للدين.
٥ ـ البحار ٩٣ : ١٨٦ ح ٥ باب ٤ ـ عن أمالي الصدوق.