وقال عليهالسلام في حديث آخر : انّ ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم ، وقد اطفأت سبعين مرّة بالماء ثم التهبت ، ولولا ذلك ما استطاع آدميّ أن يطيقها ، وانه ليؤتى بها يوم القيامة حتى توضع على النار فتصرخ صرخة لا يبقى ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل الاّ جثا على ركبتيه فزعاً من صرختها (١).
وجاء في حديث آخر [ عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام انّه قال : ] انّ في جهنّم لواد يقال له غسّاق ، فيه ثلاثون وثلاثمائة قصر ، في كلّ قصر ثلاثون وثلاثمائة بيت ، في كلّ بيت ثلاثون وثلاثمائة عقرب ، في حمة (٢) كلّ عقرب ثلاثون وثلاثمائة قلّة سمّ ، لو انّ عقرباً منها نضحت سمّها على أهل جهنّم لوسعتهم سمّاً (٣).
وجاء في حديث آخر : ... انّ الله جعلها [ أي جعل جهنّم ] سبع دركات أعلاها الجحيم يقوم أهلها على الصفا منها ، تغلي أدمغتهم فيها كغلي القدور بما فيها.
والثانية لظى ، نزّاعة للشوى ، تدعو من أدبر وتولّى ، وجمع فأوعى.
والثالثة سقر ، لا تبقي ولا تذر ، لوّاحة للبشر ، عليها تسعة عشر.
والرابعة الحطمة ، ومنها يثور شرر كالقصر ، كأنّها جمالات صفر ، تدقّ كلّ من صار إليها مثل الكحل ، فلا يموت الروح ، كلما صاروا مثل الكحل عادوا.
والخامسة الهاوية ، فيها ملأ يدعون : يا مالك أغثنا ، فاذا أغاثهم جعل لهم آنية من صفر من نار فيه صديد ماء يسيل من جلودهم كأنّه مهل ، فاذا رفعوه ليشربوا منه تساقط لحم وجوههم فيها من شدّة حرّها ، وهو قول الله تعالى :
__________________
١ ـ البحار ٨ : ٢٨٨ ح ٢١ باب ٢٤ ـ عن تفسير القمي.
٢ ـ حُمَةُ العقرب ـ مخففة الميم ـ : سمّها ( لسان العرب ).
٣ ـ البحار ٨ : ٣١٤ ح ٨٩ باب ٢٤.