٢ ـ المستشرق فلهوزن قال : أما أنّ آراء الشيعة تلائم الإيرانيين فهذا ممّا لاشك فيه ، وأمّا كون هذه الآراء انبعثت من الإيرانيين فليست تلك الملائمة دليلاً عليه ، بل الروايات التاريخية تقول عكس ذلك إذ تقول إنّ التشيّع الواضح الصريح كان قائماً أوّلاً في الدوائر العربية ثمّ انتقل إلى الموالي (١).
٣ ـ المستشرق آدم متز قال : إنّ مذهب الشيعة لا كما يعتقد البعض ردّ فعل من جانب الروح الإيرانية تخالف الإسلام ، فقد كانت جزيرة العرب شيعية كلها عدى المدن الكبرى ، كمكة وتهامة وصنعاء ، وكان للشيعة غلبة في بعض المدن ، مثل : عمان وهجر وصعدة وفي بلاد خوزستان التي تلي العراق فكان نصف أهلها على مذهب الشيعة ، أمّا إيران فكانت سنية عدا قم ، وكان أهل أصفهان يغالون في معاوية حتّى اعتقد بعضهم أنّه نبي مرسل (٢).
٤ ـ جولد تسهير قال : إنّ من الخطأ القول إنّ التشيّع في منشئة ومراحل نموّه يمثّل الأثر التعديلي الذي أحدثته أفكار الأمم الإيرانية في الإسلام بعد أن اعتنقته وخضعت لسلطانه عن طريق الفتح والدعاية ، وهذا الوهم الشائع مبني على سوء فهم الحوادث التاريخية ، فالحركة العلوية نشأت في أرض عربية بحتة (٣).
_______________
(١) فلهوزن ، الشيعة والخوارج ، ص ٢٤١.
(٢) آدم متز ، الحضارة الإسلامية ، ١ / ١٠١.
(٣) آدم متز ، العقيدة والشريعة ، ص ٢٠٢.