العهود ، ونكثوا الأيمان ، وأغدقوا العطاء لمن انتقد زعماء وأئمة البيت العلوي في مجالسهم ، ولقد أرسل موسى بن عيسى العباسي رجلاً إلى عسكر الحسين صاحب فخ حتّى يراه ويخبره عنه ، فمضى الرجل وتعرّف على عسكر الحسين ، فرجع ، قال لموسى بن عيسى : ما أظن القوم إلّا منصورين.
فقال : وكيف ذلك يا بن الفاعلة ؟
قال الرجل : لأنّني ما رأيت فيهم إلّا مصلياً أو مبتهلا ً أو ناظراً متفكّراً ، أو معدّاً للسلاح.
فضرب موسى يداً على يد وبكى ، ثمّ قال : هم والله أكرم خلق الله ، وأحق بما في أيدينا منّا ، ولكن الملك عقيم ، لو أنّ صاحب هذا القبر يعني النبي صلى الله عليه وسلم نازعنا الملك ضربنا خيشومه بالسيف (١).
ولقد كانت خراسان من البلاد التي تتشيّع للعباسيين وليس للعلويين ، هذا ما جاء في كلام الصادق عليهالسلام عن أهل خرسان يوم أن جاءه عبد الله المحض وقال له : هذا كتاب أبي سلمة يدعوني فيه إلى الخلافة قد وصل على يد بعض شيعتنا من أهل خراسان. فقال الصادق : ومتى صار أهل خراسان من شيعتك وهم يدعون إلى غيرك (٢).
_______________
(١) تاريخ أبي الفداء ، ٢ / ١١.
(٢) ابن الطقطقي ، الفخري في الآداب السلطانية ، ص ١٣٧.