وبيان خروجها عن ملّة الإسلام. السبائية أتباع عبد الله بن سبأ الذي غلا في علي بن أبي طالب ، وزعم أنّه كان نبياً ، ثمّ غلا فزعم أنّه إله ، ودعا إلى ذلك قوماً من غِواة الكوفة ، ورفُع خبرهم إلى علي رضياللهعنه وأمر علي بإحراق قوم منهم في حفرتين حتّى قال بعض الشعراء في ذلك :
لترم بي الحوادث حيث شاءت |
|
إذا لم ترم بي في الحفرتين |
ثمّ إنّ علياً خاف من إحراق الباقين منهم اختلاف أصحابه عليه ، فنفى ابن سبأ إلى ساباط المدائن ، فلمّا قتل علي زعم ابن سبأ أنّ المقتول لم يكن علياً كان شيطاناً تصور للناس في صورة علي ، وأنّ علياً صعد إلى السماء كما صعد إليها عيسى بن مريم عليهالسلام.
وقد روي عن عامر بن الشراحيل الشعبي أنّ ابن سبأ قيل له : إنّ علياً قد قتل ، فقال : إن جئتمونا بدماغه في صرة لم نصدق بموته ، لا يموت حتّى ينزل من السماء ويملك الأرض بحذافيرها.
وهذه الطائفة تزعم أنّ المهدي المنتظر هو علي دون غيره.
إنّ عبد الله بن السوداء كان يعين
السبئية على قولها ، وكان الحيرة فأظهر الإسلام ، وأراد أن يكون له عند أهل الكوفة سوق ورياسة ، فذكر لهم أنّه وجد في التوراة أنّ لكل نبي وصياً ، وأنّ علياً وصي محمّد صلىاللهعليهوآله
وأنّه خير الأوصياء كما أنّ محمّداً خير الأنبياء ، فلمّا سمع ذلك منه شيعة علي قالوا لعلي : إنّه من محبيك ، فرفع علي قدره ،