إلى التباين ، ولكن بشيء من التروّي والتأمّل ترتدّ هذه الأمور إلى نصابها ، ونعرف أنّ اختلاف الفرق الإسلامية لابد أن يكون في دائرة الفكر ، وأن لا ينسحب إلى ما وراء ذلك ليصل إلى الشقاق والتناحر ، وأنّ وحدة الأمّة وائتلافها أصل أصيل من أصول الإسلام ، ولا يجب أن ينقض هذا الأصل بمسائل اجتهادية وظنّية ; لأنّنا بذلك نخالف صريح الدين.
إنّ الواجب يحتّم على علمائنا خاصّة ، وعلى أصحاب الفكر وأرباب الأقلام عامّة أن لا يتّخذوا من العلم ستاراً للغيبة والنميمة ، وأكل أعراض إخوانهم بالباطل ، فالله ارتضى للمسلمين الوحدة ، والرسول يشبّه المسلمين بالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ، فعلينا أن نبتعد عن الرعونة والاندفاع ، وهذا أخلق بنا.
٦ ـ كل ما أرجوه منك أيّها القارىء الكريم أن لا يتبادر إلى ذهنك أنّني أدعو لفرقة بعينها ، أو أذمّ فرقة دون غيرها ، فهذا ما لا أقصده ، وأعتبره مصادرة على فكرة الكتاب وموضوعه ، ولكن ما قصدت إلّا قرع الفكر بفكر مثله ، فإن تظن أنّك أنت وقومك الناجين ، فهناك من يدّعي ذلك ، وهذه أدلّتهم من كتاب الله وسنّة رسوله.
جعلتها دعوة خالصة لله حتّى يدرس
المسلمون بعضهم البعض بروح علمية طارحين عن كواهلهم تلك الخلفيّات المشوّهة التي كانت سبباً