بأسلوب أكثر اختلافاً عن الأنماط الأخرى ظنّاً منّي أنّه أقرب الأساليب إلى القارىء ، فإن أصبت فمن الله الذي هداني لهذا ، وإن أخطأت فما أردت إلّا الإصلاح ما استطعت ، وما توفيقي إلّا بالله.
٣ ـ سيجد القارىء في صفحات هذا الكتاب بعض الآلام التي خلقتها جروح الماضي ، والتي مازالت لم تلتئم بعد ، ولذلك أرجو منك عزيزي القارىء عدم التشنج ; وذلك لأنّ الجروح عادة ما يتبعها الآلام ، ولكن بشي من الصبر والعلاج قد تشفى الجروح بإذن الله.
وقد يرى البعض أنّ الزمام قد انفلت منّي فى مواضع ، ولذلك كل ما أرجوه أن نتبادل الأماكن ، ولتعلم أنّ السير في مثل هذه الضروب محفوف بالصعاب ، وما علينا إلّا أن نضبط أعصابنا ، ولتعلم أيضاً أنّ ضبط الأعصاب في تلك المواطن أمر ليس بالهيّن إلّا من عصمه الله.
٤ ـ قد يقول قائل : لماذا تصر على السير في مثل هذه الضروب التي لا تجني منها غير الآلام ، وليس منها فائدة إلّا اجترار الماضي دون علاج ؟ وأقول : إنّ انهزاميّتنا وخوفنا من نكت تلك الجروح هي التي جعلتنا نتأخّر ويتقدّم غيرنا ، فهل عسانا نفيق لتعود أمّتنا كما أرادها ربّنا « خير أمّة أخرجت للناس » ؟!
٥ ـ ومما يهون الخطب أنّ مواطن الخلاف
بين المسلمين أقل بكثير من مواطن الوفاق ، رغم محاولات البعض أن يجعلها أكثر بحيث تصل