وأعترف أنّ هذا ما أثلج صدري وكثير من الموحدّين ، ولكن كيف يتسق هذا مع ما نعلمه ؟ كيف لمن هدفهم هدم الإسلام أن يمنّ الله عليهم بهذا النصر العظيم ؟!
ثمة خطأ في المسألة ، فدرجت أبحث عن كل ما هو مكتوب عن هذه الفرقة ، ويا حبّذا لو كانت بأقلام الشيعة الأقحاح ، بيد أنّ البحث استمر أياماً وشهوراً وسنواتاً حتّى وفّقني الله إلى ما أبتغي ، وقد توفّر لديّ ما يعين الباحث على ابتداء بحثه فاستعنت بالله على إنجاز ما تحقق ، وهذا كتاب « الشيعة البذور والجذور ».
١ ـ قد يقفز إلى الأذهان من العنوان أنّه يبحث فى كل بذور وجذور التشيع ، ولكن أبعد القارىء عن هذا التصوّر ، وأقول : إنّني لم أستوعب كل ما للتشيع من جذور وخصائص في هذا الكتاب ، وإنّما تعرّضت لإيضاح أمور أعتقد أنّها غائبة عن معظم مسلمي مصر والأقطار الإسلامية السنية المغلقة ، ويرجع ذلك لما يشوب العلاقات السياسية بين هذه الدول وإيران من كدر ، وما اختزلته الذاكرة العامة لتاريخ الصراع السياسي بين السنة والشيعة.
٢ ـ بيد أنّ هذه الدراسة لم تكن الوحيدة
التي تتناول موضوع الشيعة من حيث الأصول بل هناك كتابات سابقة كثيرة أكثر عمقاً وأكثر استيعاباً للموضوعات المختلفة ، ولكنّي أتصوّر أنّني عالجت هذا الموضوع