الثاني : يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، ولد سنة ست وعشرين ، وبُويع بعهد أبيه ، وهو صاحب الأمر في قتل الإمام الحسين بن علي ، وصاحب الأمر في قتل أهل المدينة في الحرة ، وقتل أهل مكة. وفي مسند أبي يعلى حدثنا الحكم بن موسى عن الأوزاعي عن مكحول عن أبي عبيدة قال رسول الله صلىاللهعليهوآله (لا يزال أمر أمتي قائماً بالقسط حتّى يكون أوّل من يثلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد).
وروى زحر بن حصن عن جدّه حميد بن منهب قال : زرت الحسن ابن أبي الحسن ، فخلوت به ، فقلت : يا أبا سعيد ، ما ترى ما الناس فيه ؟ فقال لي : أفسد أمر الناس اثنان : عمرو بن العاص يوم أشار على معاوية برفع المصاحف ، فحُمِلت ، وقال : أين القرَّاء ، فحكم الخوارج ، فلا يزال هذا التحكيم إلى يوم القيامة ، والمغيرة بن شعبة فإنّه كان عامل معاوية على الكوفة ، فكتب إليه معاوية : إذا قرأت كتابي هذا فأقبل معزولاً ، فأبطأ عنه ، فلمّا ورد عليه قال : ما أبطأ بك قال : أمر كنت أوطئه او أهيئه ، قال : وما هو ؟ قال : البيعة ليزيد من بعدك ، قال : أَوَفعلت ؟ قال : نعم ، قال : ارجع إلى عملك ، فلمّا خرج قال له أصحابه : ما وراءك ؟ قال : وضعت رجل معاوية في غرز غي لا يزال فيه إلى يوم القيامة. قال الحسن : فمن أجل ذلك بايع هؤلاء لأبنائهم ولولا ذلك لكانت شورى.
وقال محمّد بن أبي السري : ثنا يحيى بن
عبد الملك بن أبي غنية ، عن نوفل بن أبي الفرات قال : كنت عند عمر بن عبد العزيز ، فذكر رجل