ولمّا احتضر دخل عليه الوليد ـ ابنه ـ يبكي ، فقال : ما هذا ، تحن حنين الأمة إذا مت فشمر وائتزر والبس جلد النمر ، وضع سيفك على عاتقك ، فمن أبدى ذات نفسه فاضرب عنقه ، ومن سكت مات بدائه.
وتوفي سنة ست وثمانين. وقتل في عهده ابن الزبير وسعيد بن جبير وأحرقت الكعبة.
السادس : الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص. استخلف بعهد من أبيه وكان دميماً ، إذا مشى تبختر في مشيته ، وكان أبواه يترفانه ، فشب بلا أدب.
وكان جبّاراً ظالماً ، وفتحت في أيامه فتوحات عظام ، وكان ملكه تسع سنين ، وعاش إحدى وخمسين سنة ، ومات سنة ست وتسعين للهجرة.
السابع : سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ، ولي الملك سنة ست وتسعين بعد الوليد بعهد من أبيه عبد الملك.
وعن ابن سيرين قال : يرحم الله سليمان بن عبد الملك افتتح خلافته بإحيائه الصلاة لوقتها ـ وكان بنو أمية يؤخّرون الصلاة ـ واختتمها باستخلافه عمر بن عبد العزيز.
وقال إبراهيم بن هشام بن يحيى : ثنا أبي
، عن أبيه قال : جلس سليمان بن عبد الملك في بيت أخضر على وطاء أخضر عليه ثوب اخضر ، ثمّ نظر في المرآة فأعجبه شبابه وجماله فقال : كان محمّد صلىاللهعليهوآله