كتابات أكثر فجاجة وقسوة سيطرت على الوعي العام الثقافي والديني في البلاد التي يسكنها أغلبية سنية ، ومازال السواد الأعظم من أهل السنة يعتبرون الشيعة خارجين عن الإسلام ، ومع كل ما سبق نقول : إنّنا نعيش مرحلة غاية في الدقّة والضيق ، فبلاد العرب والإسلام على مرمى صواريخ الأعداء ، وكل يوم تضرب بها بلد ، وتهدم بها نظام ، وتتلاعب بآخر.
والكلمة الأخيرة في هذه المرحلة توجب علينا أن نقيم من كل هؤلاء جبهة واحدة ممتدة ذات طابع ثورى أمام الأعداء ، وهذه الجبهة يجب أن تكون مقرونة برؤية فكرية متجانسة ومتّسعة لكافة الأمّة حتّى تكون معركتنا مع هذا العدو معركة حاسمة فإمّا الكل وإمّا الفناء مستمسكين بقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) (١).
إنّ العمل على وحدة المسلمين أصبح شيئاً معلوماً من الدين بالضرورة ، والواجب علينا جميعاً أن نعيد النظر في كثير من دواعي التشرذم والخلاف.
_______________
(١) آل عمران : ١٠٢ ـ ١٠٣.