أوقف صلىاللهعليهوآله الركب ، وصنعوا له
منبراً من أحداج الإبل ، خطب عليه خطبته ، وأخذ بيد علي وقال : (من كنت مولاه ، فهذا عليّ مولاه اللّهم وال من والاه ، وعاد من عداه ، وانصر من نصره ، وأخذل من خذله). وقد ذكر الرازي في سبب نزول الآية عشرة
وجوه ، منها : أنّها نزلت في علي ، ثمّ عقب بعد ذلك بقوله : وهو قول ابن عباس ، والبراء بن عازب ، ومحمّد بن علي (الباقر) (١). ومن المعلوم أنّ حديث الغدير أخرجه
جماعة من حفاظ أهل السنة ، وليس كما يدّعيه البعض من أنّ هذه الروايات غير صحيحة (٢)
، فقد رواه ابن حجر في صواعقه عن ثلاثين صحابيا ، ونص على أنّ طرقه صحيحة ، بعضها حسن (٣). وأورده ابن حمزة الحنفي مخرجاً له عن
أبي الطفيل عامر بن واثلة قال : إنّ أسامة بن زيد قال لعلي : لست مولاي ، وإنّما مولاي رسول الله صلىاللهعليهوآله
، فقال النبي صلىاللهعليهوآله
: كأنّي قد دعيت فأجبت إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، إن الله _______________ السيوطي ، الدرّ
المنثور ٢ / ٢٩٨ ، الشوكاني ، فتح القدير ٢ / ٥٧ ، القندوزي ، ينايع المودّة ص ١٢٠ ، المنار ٦ / ٤٦٣. (١) الرازي ، مفاتيح
الغيب ، ٣ / ٤٣١. (٢) نقل حديث الغدير
ورواه (١١٠) من الصحابة ، (٨٩) من التابعين ، (٣٥٠٠) من العلماء والمحدّثين ، انظر كتاب الغدير للعلامة الأميني. (٣) ابن حجر الهيتمي
، الصواعق المحرقة ، الباب الثاني ، الفصل التاسع.