الشيعة لا يتهمون إخوانهم من أهل السنة بالقول بتحريف القرآن لمجرد وجود هذه الروايات في كتبهم وصحاحهم ، لسبب بسيط وهو ـ كما قلنا سابقاً ـ أنّ الشيعة لا يؤمنون بوجود كتاب صحيح تماماً غير كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وما عداه فلا يمكن أن يكون صحيحاً تماماً .
فهذا كتاب ( الكافي ) مثلاً ، وهو من أهم المصادر الحديثية لدىٰ الشيعة ، ويحوي أكثر من ( ١٦ ) ألف رواية وبالتحديد ( ١٦١٩٩ ) حديثاً ، فانهم لا يصححون منها سوىٰ ( ٥٠٧٢ ) حديثاً ، ويضعفون ( ٩٤٨٠ ) حديثاً ويحسّنون ( ١٤٤ ) حديثاً ، والباقي عندهم من الأحاديث يسمون بعضه موثّقاً ، والآخر قوياً (١) .
ولو أننا نظرنا إلىٰ روايات التحريف في كتب الشيعة لوجدناها في الأعم الأغلب قابلة الحمل علىٰ التأويل ، وغير القابلة الحمل علىٰ التأويل أكثرها من النوع الضعيف الذي لا يعتمده جمهور الشيعة ولا يبنون عليه حكماً ، وإن أكثر روايات التحريف مسندة إلىٰ رجال من أمثال :
أحمد بن محمد السياري ، الذي يقول فيه الشيخ النجاشي :
_______________
(١) دراسات في الحديث والمحدثين ؛ هاشم معروف الحسني ١٣٦ ـ ١٣٧ .