وإنطلاقاً من هاتين النظرتين المختلفتين ، فان أهل السنة يجيزون التصرف في الاذان ـ وقد حدث ذلك فعلاً ـ أما الشيعة فينفون إمكانية التصرف في الأذان بالزيادة والنقصان ، لأنه توقيفي كما قلنا .
وتبعاً لذلك فقد خضع الأذان عند أهل السنة للاجتهاد والرأي ، فزادوا فيه التثويب وهو قول المؤذن : ( الصلاة خير من النوم ) في أذان صلاة الفجر ، وأسقطوا منه : ( حي علىٰ خير العمل ) ، كما تعترف بذلك رواياتهم ، حتىٰ أنهم يعترفون بأن بعض الصحابة والتابعين كانوا يقولون عند الأذان ( حي علىٰ خير العمل ) بعد الحيعلتين ، وكانوا يخرجون من المسجد إذا سمعوا التثويب ويعتبرونه بدعة :
روىٰ الترمذي عن مجاهد قال : دخلت مع عبدالله بن عمر مسجداً وقد أذَّن فيه ، ونحن نريد أن نصلي فيه ، فثوّب المؤذن ، فخرج عبدالله بن عمر من المسجد وقال : أخرج بنا من عند هذا المبتدع ، ولم يصل فيه ، قال : وإنما كره عبدالله التثويب الذي أحدثه الناس بعد .
وقد حاول البعض إلصاق بدعة التثويب بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لتبرير هذه البدعة ، كماهي العادة عندهم دائماً :
روىٰ الترمذي قال : حدثنا أحمد بن
منيع ، حدثنا أبو أحمد