ابن الخطاب قد أمر بحذف : ( حي علىٰ خير العمل ) بعد الحيعلتين ، وقد اعترف القوشجي بذلك ، ولكنه اعتبره اجتهاداً من الخليفة ، فقال : ومنها أنه منع المتعتين ، فانه صعد المنبر وقال : أيها الناس ثلاث كن علىٰ عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنا أنهىٰ عنهن وأحرمهن وأعاقب عليهن ، وهي : متعة النساء ومتعة الحج وحي علىٰ خير العمل ... قال القوشجي تعليقاً علىٰ ذلك : إن ذلك ليس مما يوجب قدحاً فيه ، فان مخالفة المجتهد لغيره في المسائل الاجتهادية ليس ببدع ... (١) .
فالقوشجي يعتبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مجتهداً كسائر المجتهدين ، هذا هو للأسف مذهب أهل السنة الذي يجوّز علىٰ النبي الخطأ والنسيان والاجتهاد وحتىٰ ارتكاب الذنوب ، وبالتالي فان مخالفة أي مجتهد له ليس ببدعة ، بل هو إجتهاد في مقابل إجتهاد النبي ليس إلّا .
لكن الشيعة الذين يقولون بعصمة النبي صلىاللهعليهوسلم المطلقة لا يجوّزون ذلك عليه ، ولا يجوّزون مخالفته بأي حال من الأحوال ، فعصمة النبي المطلقة قد نطق الكتاب بها في قوله تعالىٰ : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) (٢) ، ولا يجوّزون مخالفته ، لقوله تعالىٰ : ( مَا آتَاكُمُ
_______________
(١) شرح تجريد الاعتقاد : ٣٧٤ .
(٢) سورة النجم : ٣ ـ ٤ .