الصلاة قد ضُيّعت (١) !
وعن عثمان بن سعد قال : سمعت أنس بن مالك يقول : ما أعرف شيئاً مما عهدت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم اليوم ، فقال أبو رافع : يا أبا حمزة الصلاة ، فقال : أوليس قد علمت ما صنع الحجاج في الصلاة (٢) .
فهذه الشهادات من صحابي عاش طويلاً حتىٰ أدرك ما أحدث الأمويون وولاتهم في الصلاة من التضييع والتأخير تثبت صحة عمل الشيعة في الجمع بين الصلاتين في أول وقتها ، وبخاصة صلاة العصر ، وأن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يبكر بصلاة العصر ، لكن أهل السنة اختاروا تأخيرها إقتداء ببني أُمية ، ويدل علىٰ ذلك الرواية المتفق عليها الآتية :
عن أبي بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف قال : سمعت أبا أُمامة يقول : صلّينا مع عمر بن عبد العزيز الظهر ثم خرجنا حتىٰ دخلنا علىٰ أنس بن مالك فوجدناه يصلي العصر ، فقلت : يا عم ما هذه الصلاة التي صليت ؟ قال : العصر ، وهذه صلاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم التي كنا نصلي معه (٣) .
_______________
(١) صحيح البخاري ١ / ١٤١ باب تضييع الصلاة ، الترمذي ٤ / ٦٣٢ .
(٢) مسند أحمد ٣ / ٢٠٨ و ٣ / ١٠٢ و ١٨٥ .
(٣) صحيح البخاري ١ / ١٤٤ ـ ١٤٥ ، صحيح مسلم ١ / ٤٣٤ باب استحباب التبكير بالعصر .