اتهموه بأنه يهجر .
ولو أننا نظرنا إلىٰ قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « هلم اكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده » وإلى قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في حديث الثقلين الصحيح :
عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم « إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلىٰ الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتىٰ يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (١) .
وفي رواية أحمد بن حنبل ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : « إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلىٰ الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتىٰ يردا علي الحوض » (٢) .
يتبيّن لنا أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قد وضع شرطاً ينجي أُمته من الضلالة إلىٰ الأبد ، وهو التمسك بعترته أهل بيته بعد كتاب الله عزوجل ، وقد فهم عمر بن الخطاب ذلك ، ففصل بين الكتاب والعترة ، وقال : حسبنا كتاب الله .
ومهما كانت التأويلات التي حاول البعض الاعتذار فيها لعمر بن
_______________
(١) صحيح الترمذي ٢ / ٢٢٠ .
(٢) مسند أحمد ٣ / ١٤ ، ٣ / ١٧ ، ٣ / ٢٦ ، ٣ / ٥٩ .