التقليد والمرجعيّة عند الشيعة
لابدّ لكلّ مكلّف من المسلمين إذا لم يكن مجتهداً ، بمعنى أنّه قادرٌ على استنباط الأحكام الشرعية من الكتاب والسنّة أن يُقلّدَ مرجعاً جامعاً للشرائط من العلم ، والعدل ، والورع ، والزهد ، والتقوى ، وذلك لقوله تعالى : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) (١).
وإذا بحثنا هذا الموضوع نجد الشيعة الإمامية قد واكبوا الأحداث ، فلم تنقطع عندهم سلسلة المرجعية أبداً من وفاة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وإلى يوم الناس هذا.
وقد واصل الشيعة تقليد الأئمّة الاثني عشر من أهل البيت عليهمالسلام ، وقد استمرّ وجود هؤلاء الأئمّة أكثر من ثلاثة قرون على نسق واحد ، فلم يُخالف واحدٌ منهم قول الثاني (٢) ؛ لأنّ النصوص الشرعية من الكتاب والسنّة كانت
__________________
١ ـ النحل : ٤٣.
٢ ـ كيف يختلفون وقد جعلهم الله على لسان نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أحد الثقلين وعدل القرآن ، وأوصى بالتمسّك بهم وأنّه العاصم من الضلال ، فكما لا اختلاف ولا تناقض في القرآن ، كذلك لا اختلاف ولا تناقض في أقوال العترة المعصومين عليهمالسلام ، وهذا هو مقتضى حديث الثقلين.
ثمّ إنّه لا ينتقض علينا بما ورد من الاختلاف والتناقض فيما نسب إلى الأئمة عليهمالسلام لأنّه أوّلا : يرد هذا النقض على ما ورد عند أهل السنّة عن رسول الله