لقد أثبتنا في ما سبق من أبحاث بأنّ حديث النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي عُرف بحديث الثقلين ، وهو قوله : « تركت فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وأن اللطيف الخبير أنبأني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ».
وأثبتنا بأنّ هذا الحديث هو حديث صحيح متواتر أخرجه الشيعة ، كما أخرجه « أهل السنّة والجماعة » في صحاحهم ومسانيدهم ، والمعروف بأنّ « أهل السنّة والجماعة » نبذوا أهل البيت وراء ظهورهم (١) ، وولّوا وجوههم شطر أئمة المذاهب الأربعة الذين فرضتهم السلطات الجائرة والتي حظيت بدورها بتأييد وبيعة « أهل السنّة والجماعة ».
وإذا شئنا التوسّع في البحث لقلنا بأنّ « أهل السنّة والجماعة » هم الذين حاربوا أهل البيت النبوي بقيادة الحكّام الأمويين والعباسيين ، ولذلك لو فتشت في عقائدهم وكتب الحديث عندهم ، فسوف لا تجد لفقه أهل البيت شيئاً عندهم يذكر ، وسوف تجد كلّ فقههم وأحاديثهم منسوبة لأعداء أهل البيت ، من النواصب والمحاربين لهم ، كعبد اللّه بن عمر ،
__________________
١ ـ ولنا أن نقول بأنّ أهل السنّة والجماعة قد لعنوهم وحاربوهم وقتلوهم ، هذا إذا فهمنا بأنّ زعيم أهل السنّة هو معاوية ، وما جرّأ معاوية عليهم إلاّ أبو بكر وعمر وعثمان ، كما اعترف معاوية نفسه بذلك ( المؤلّف ).