أَرَاكَ اللّهُ ) (١) (٢).
نعمّ هذا هو ربّ العالمين وأحكم الحاكمين يقول لرسول الله : ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ ... ) (٣).
نعم ، هذا هو القرآن يقول لمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ ... ) (٤).
وإذا كان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يعمل برأي ولا بقياس بشهادتهم في صحاحهم ، فكيف تسنّى لهم أن يعملوا بذلك؟! وكيف يخالفون أحكام الله وسنّة رسوله ثمّ يقولون بأنّهم « أهل السنّة » ، إنّه حقّاً أمر عجيب وغريب؟!
إذا تكلّمنا في الفصول القادمة عن « أهل السنّة والجماعة » ، فإنّنا لا نقصد بهم المسلمين المعاصرين ، فقد لاحظنا في عديد الفقرات بأنّ هؤلاء أبرياء ، وليس لهم في ما اقترفه السلف من ذنب ولا إثمّ ، وقلنا بأنّهم ضحايا الدس والتَّعتيم التاريخي الذي صاغه الأمويون والعباسيون وأذنابهم لمحق السنّة النبويّة وإرجاع الأمر إلى الجاهلية.
ولقد كنّا منهم نسير في ركبهم ونهتدي بهديهم ، فمن الله علينا وهدانا إلى
__________________
١ ـ النساء : ١٠٥.
٢ ـ صحيح البخاري ٨ : ١٤٨ من ( كتاب الاعتصام بالكتاب والسنّة ).
٣ ـ المائدة : ٤٨.
٤ ـ النساء : ١٠٥.