السنّة والقرآن عند « أهل السنّة والجماعة »
بعد ما عرفنا بأنّ الشيعة الإمامية يقدِّمون القرآن على السنّة ، ويجعلونه القاضي عليها والمهيمن ، فـ « أهل السنّة والجماعة » على العكس تماماً يقدِّمون السنّة على القرآن ، ويجعلونها قاضية ومهيمنة عليه.
ونستنتح من هذا بأنّهم سمّوا أنفسهم بـ « أهل السنّة » من أجل هذا المبدأ الذي ارتأوه ، وإلاّ لماذا لم يقولوا بأنّهم أهل القرآن والسنّة ، وخصوصاً أنّهم يروون في كتبهم بأنّ النبيّ قال : « تركت فيكم كتاب الله وسنّتي »؟
ولأنّهم أهملوا القرآن وجعلوه في المرتبة الثانية ، وتمسكوا بالسنّة المزعومة وجعلوها في المرتبة الأُولي ، فهمنا من ذلك السبب الرئيسي لقولهم بأنّ السنّة قاضية على القرآن.
وهذا منهم أمر عجيب ، وأعتقد بأنّهم اضطروا إلى ذلك اضطراراً عندما وجدوا أنفسهم يقومون بأعمال مخالفة لما جاء في القرآن ، وقد ألفوها بعدما فرضها عليهم الحكَّام الذين أطاعوهم ، ولتبرير تلك الأعمال وضعوا لها أحاديث نسبوها للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كذباً ، ولما كانت تلك الأحاديث تتعارض مع أحكام القرآن ، قالوا بأن السنّة قاضية على القرآن ، أو أنّها تنسخ القرآن.
وأضرب لذلك مثلا واضحاً يفعله المسلم مرّات عديدة في كلّ يوم ، ألا وهو الوضوء قبل الصلاة ، فقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا