مخالفة أهل السنّة والجماعة للسنن النبويّة
في هذا الفصل لابدّ لنا أن نكشف للباحث بصفة إجماليّة عن مخالفة « أهل السنّة والجماعة » لمعظم السنن النبويّة ، كما نوضح في المقابل بأنّ الشيعة هم الذين تمسّكوا بالسنن النبويّة ، ولذلك حقّ لنا أن نسمّي هذا الكتاب بعنوان « الشيعة هم أهل السنّة ».
ونريد في هذا الفصل طرح أُمهات المسائل التي تبيّن للباحثين بمزيد اليقين بأنّ « أهل السنّة والجماعة » قد خالفوا تعاليم الإسلام في كلّ ما قرّره القرآن والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في سنّته الشريفة ، وتسبَّبوا في ضلال من ضلّ من الأُمّة ، وانتكاس المسلمين وبالتالي في تخلفهم ومعاناتهم.
وحسب اعتقادي أنّ سبب الضلالة يرجع إلى عامل رئيسي ، ألا وهو حبّ الدنيا ، ألم يقل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة » (١) وحبّ الدنيا يتمثّل في حبّ السلطة والوصول إلى الحكم ، ومن أجل الحكم دمّرت الشعوب ، وخرّبت الأوطان والبلدان ، وأصبح الإنسان أخطر من الوحوش الضارية ، وهو ما أشار إليه صلىاللهعليهوآلهوسلم عندما قال لأصحابه : « إنّي لا أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ، ولكنّي أخاف عليكم أن تنافسوا فيها » (٢).
__________________
١ ـ الجامع الصغير للسيوطي ١ : ٥٦٦ ح٣٦٦٢ ، كنز العمال ٣ : ١٩٢ ح٦١١٤.
٢ ـ صحيح البخاري ( كتاب الكسوف ، باب في الجنائز ) و ٤ : ١٧٦ ( كتاب بدء الخلق ، باب علامات النبوة في الإسلام ) ٢ : ٩٤ ، ٧ : ١٧٣ ( كتاب الرقاق ).