أوّل حادث فرّق المسلمين إلى شيعة وسنّة
ذلك هو الموقف الرهيب والخطير الذي وقفهُ عمر بن الخطّاب ، وأكثر الصحابة تجاه أمر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عندما أراد أن يكتب لهم ذلك الكتاب الذي يعصم المسلمين من الضلالة (١).
وعارضوه بشدّة وقساوة ، وعدم احترام لمقامه السامي ، حتى اتّهموه بالهجر والهذيان ، مُدّعين بأنّ كتاب الله يكفيهم فلا حاجة لكتابة الرسول!!
ومن خلال هذه الحادثة التي سمّاها ابن عباس رزيّة المسلمين ، يتبيّن لنا بأنّ الأكثرية من الصحابة يرفضون السنّة النبويّة ويقولون : « حسبنا كتاب الله ».
أمّا علي وأتباعه من الصحابة وهم الأقليّة ، والذين سماهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بشيعة علي ، فكانوا يمتثلون أوامر الرسول بدون اعتراض ولا نقاش ، ويعتبرون كلّ أقواله وأفعاله سنّة واجبة الاتّباع تماماً ككتاب الله ، ألم يقل كتاب الله :
__________________
١ ـ رزية يوم الخميس مذكورة في صحيح البخاري ٥ : ١٣٨ ( كتاب المغازي ، باب مرض النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ووفاته ) ، وصحيح مسلم ٥ : ٧٦ ( كتاب الوصية ، باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه ).