بعدما قدّمنا في فصل سابق نزول الآية وتفسيرها من قبل الرسول نفسه ، وتعليمهم كيفيّة الصلاة الكاملة ، ونهيهم عن الصلاة البتراء التي لا يقبلها الله سبحانه ، ومع ذلك نجد إصراراً كبيراً من طرف « أهل السنّة والجماعة » على الصلاة البتراء لئلاّ يذكرون آل محمّد ضمن الصلاة ، وإذا ما ذكروهم غصباً تراهم يضيفون الصحابة معهم ، وإذا قلت أمام أحدهم : صلّى الله عليه وآله ، فإنّه يفهم على الفور بأنّك شيعي ، وذلك لأنّ الصلاة الكاملة على محمّد وآل محمّد أصبحت شعاراً للشيعة وحدهم.
وهذه حقيقة لا مرية فيها ، وقد اعتمدتها شخصياً في بداية البحث ، فكنت أعرف تشيّع الكاتب من قوله بعد ذكر محمّد : صلى الله عليه وآله وسلّم ، وعندما لا أجد إلاّ لفظة صلّى الله عليه وسلّم أعرف أنّه سنّي.
كما أفهم تشيّع الكاتب عندما يكتب « عليّ عليهالسلام » ، ولكنّه عندما يكتب كرَّم الله وجهه أعرف بأنّه سنّي.
ونرى من خلال الصلاة الكاملة بأن الشيعة اقتدوا بالسنّة النبويّة الشريفة ، بينما خالف « أهل السنّة والجماعة » أوامر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يقيموا لها وزناً ، فتراهم دائماً يصلّون الصلاة البتراء ، وإذا ما اضطروا إلى إضافة الآل فأنّهم عند ذلك يضيفون معهم الصحابة أجمعين بدون استثناء ، حتى لا يبقوا لأهل