البيت فضلا ولا خصوصية.
وهذا كلّه ناتج عن موقف الأمويين تجاه أهل البيت ، والعداوة التي كانوا يحملونها لهم ، حتى وصل بهم الأمر أن أبدلوا الصلاة عليهم بلعنهم على المنابر ، وحمل الناس على ذلك بوسائل الترهيب والترغيب.
فـ « أهل السنّة والجماعة » لم يجاروهم في السبّ واللعن لأهل البيت ، ولو فعلوا ذلك لافتضحوا عند المسلمين ، ولعُرفوا على حقيقتهم وتبرّأ منهم الناس ، فتركوا السبّ واللعن ، ولكنّهم أضمروا العداوة والبغضاء لأهل البيت ، وحاولوا بكلّ جهودهم إطفاء نورهم بأن رفعوا مكانة أعدائهم من الصحابة ، واختلقوا لهم فضائل خيالية لا تمت للحقّ بصلة.
والدليل على ذلك أنّك تجد « أهل السنّة والجماعة » حتى اليوم يقولون شيئاً في معاوية والصحابة الذين لعنوا أهل البيت طيلة ثمانين عاماً ، بل ويترضّون عليهم أجمعين ، وفي الوقت يكفِّرون أيّ مسلم ينتقص أحداً منهم ( من الصحابة ) ويكشف عن جرائمه ، فيفتون بقتله.
وقد حاول بعض الوضّاعين أن يضيف إلى الصلاة الكاملة ـ التي علمها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى أصحابه ـ جزءاً آخر ، ظنّاً منه بأنّ ذلك سينقص من مكانة أهل البيت وقيمتهم ، فروى بأنّه قال : قولوا اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد وعلى أزواجه وذريته ، والباحث يفهم بأنّ هذا الجزء قد أُضيف لكي تلحق عائشة بركب أهل البيت.
ونحن نقول لهم : لو سلَّمنا جدلا بصحة الرواية ، وقبلنا أُمهات المؤمنين ضمنها ، فإنّ الصحابة لا دخل لهم فيها ، وأنا أتحدّى أن يأتي أحد المسلمين