الأحبار اليهودي هو الذي أدخلها عن طريقه وبواسطته ، فجاءت روايات تشبيه الله وتجسيمه ونظرية الحلول ، والأقوال المنكرة في الأنبياء كلّها عن أبي هريرة.
فهل يثوب « أهل السنّة والجماعة » إلى رشدهم ليعرفوا عمّن يأخذون السنّة الحقيقيّة ، وإذا ما سألوا فنقول لهم : تعالوا إلى باب مدينة العلم والأئمّة من بنيه ، فهم حفظة السنّة ، وهم أمان الأُمّة ، وهم سفينة النجاة ، وهم أئمّة الهدى ومصابيح الدّجى ، وهم العروة الوثقى وحبل الله المتين.
هو من مشاهير الصحابة الذين كان لهم دورٌ كبير في سير الأحداث التي وقعت في زمن الخلفاء الثلاثة وفي عهد بني أُميّة ، ويكفي أنّ أباه عمر بن الخطّاب ليكون عند « أهل السنّة والجماعة » معظّماً ومحبوباً ، فهم يعدّونه من أكبر الفقهاء ومن حفّاظ « الأحاديث النبويّة » ، حتّى إنّ الإمام مالكاً اعتمد عليه في أكثر أحكامه ، كما أنّه أشبع كتاب الموطّأ من أحاديثه.
وإذا تصفّحنا كتب « أهل السنّة والجماعة » وجدناها حافلة بذكره والثناء عليه.
غير أنّنا عندما نقرأ ذلك بعين الباحث البصير يتبيّن لنا بأنّه كان بعيداً عن العدالة ، وعن الصدق ، وعن السنّة النبويّة ، وعن الفقه وعلوم الشريعة.
وأوّل ما يُلفتُ انتباهنا هُو عداؤه الشديد وبغضُه لسيّد العترة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وصل به إلى حدّ الوقيعة فيه واعتباره من سوقة الناس.