ولكنّه لا يُلدغ من جحر مرّتين.
هي زوج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وأُمّ المؤمنين ، تزوّجها النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في السنة الثانية أو الثالثة للهجرة ، وتوفّي عنها وهي ابنة ثماني عشرة سنة على أشهر الأقوال المرويّة.
وتجدر الإشارة بأنّ كلّ امرأة تزوّجها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تحمل هذا اللّقب ، فيقال أُمّ المؤمنين خديجة ، أُمّ المؤمنين حفصة ، وأُمّ المؤمنين مارية ... إلخ.
أقول هذا لأنّي فوجئت خلال حديثي مع كثير من الناس بأنّهم لم يفهموا معنى الأُمومة التي لُقّبَ بها أزواج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وبما أنّ حديث « أهل السنّة » كلّه عن عائشة إذا تحدّثوا عن أزواج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأغلب الأحاديث النبويّة ينقلونها عن عائشة ، ونصف الدين يأخذونه عن الحميراء عائشة ؛ فكأنّهم فهموا من كلمة « أُمّ المؤمنين » أنّها فضيلة تخصّها من بين سائر أزواجه عليه الصلاة والسلام وعلى آله.
والحال أنّ الله حرّم على المؤمنين الزواج بنساء النبيّ بعد وفاته بقوله تعالى : ( وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماًً ) (١) وقال أيضاً : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ... ) (٢).
وقد سبق أن أشرنا بأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم تأذّى من قول طلحة لمّا سمعه يقول :
__________________
١ ـ الأحزاب : ٥٣.
٢ ـ الأحزاب : ٦.