التي بعث بها إلى محمّد بن أبي بكر ، والتي سيأتي ذكرها إن شاء الله قريباً.
وهل امتنع معاوية عن سب ولعن أمير المؤمنين عندما علم من سعد بذلك الحديث ، وأكّدته له أُمّ سلمة عندما سألها؟
كلاّ ، إنّه تمادى في غيّه أكثر ، وأخذته العزّة بالإثمّ ، فأصبح يلعن علياً وكلّ أهل بيته ، وحمل الناس على ذلك حتى شبّ عليه الصغير وهَرُمَ عليه الكبير ، وتواصل ذلك ثمانين عاماً أو أكثر.
( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (١).
صدق الله العلي العظيم
كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو فسمّاه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عبد الرحمان ، وهو من بني زهرة ، وهو ابن عمّ سعد بن أبي وقّاص.
هو من كبار الصحابة ومن المهاجرين الأوّلين ، وشهد مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم المشاهد كلّها ، وهو أيضاً من الستّة الذين رشّحهم عمر بن الخطّاب للخلافة ، بل جعله رئيساً على مجلس الشورى والمقدّم عليهم جميعاً ، إذ قال : « وإذا اختلفتم فكونوا في الشقّ الذي فيه عبد الرحمان بن عوف ».
وهو أيضاً من العشرة المبشَّرين بالجنّة في اعتقاد « أهل السنّة والجماعة ».
__________________
١ ـ آل عمران : ٦١.