وقد بهرتهم هذه التسمية البرّاقة ( أهل السنّة والجماعة ) ولم يعرفوا خفاياها ودسائسها التي وضعها دُهاة العرب ، ولو علموا يوماً بأنّ علي بن أبي طالب هو محض السنّة المحمّدية ، وهو بابها الذي يؤتى منه للدخول إليها ، قد خالفوه في كلّ شيء وخالفهم ، لتراجعوا عن موقفهم ولبحثوا الموضوع بجدّ ، ولما وجدتَ « أهل السنّة » إلاّ شيعةً لعلي وللرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ولكلّ ذلك لابدّ من كشف حقيقي لتلك المؤامرة الكبرى التي لعبتْ أخطر الأدوار في إقصاء السنّة المحمّدية ، وإبدالها ببدع جاهلية سبّبتْ نكسة المسلمين وارتدادهم عن الصراط المستقيم ، وتفرّقهم واختلافهم ، ثمّ تكفير ومقاتلة بعضهم البعض ، الشيء الذي سبّب تخلّفهم العلمي والتقني ممّا أدّى إلى احتلالهم وغزوهم ، ثمّ إذلالهم وتحقيرهم وتذويبهم.
وبعد هذا الاستعراض الوجيز للتعريف بالشّيعة وبالسنّة ، لابدّ من الملاحظة بأنّ اسم الشيعة لا يعني معارضة السنّة ، كما يتوهّم عامّة الناس عندما يتباهون بقولهم : نحن أهل السنّة ؛ ويقصدون بأنّ غيرهم ضدّ السنّة ، فهذا لا يوافق عليه الشيعة أبداً ، بل إنّ الشيعة يعتقدون بأنّهم وحدهم المتمسكّين بسنّة النبيّ الصحيحة ؛ لأنّهم أتوها من بابها وهو علي بن أبي طالب ولا بابَ سِواه ، وعلى رأيهم لا يمكن الوصول إلى الرسول إلاّ عن طريقه.
ونحن كالعادة في توخّي الحياد للوصول إلى الحقّ ، لابدّ أن نتدرّج بالقارئ العزيز ، ونستعرض معه بعض الأحداث التاريخية ، ونقدّم إليه الدّليل والبرهان على أنّ الشيعة هم أهل السنّة ، كما جاء عنوان الكتاب.
ونترك له بعد ذلك حريّة الاختيار والتعليق.