وبدعهم واجبة الاتباع ، وأنّ الطعن على أيّ واحد منهم مروق عن الدين يوجب القتل؟!
إنّه قول لا يقبله المجانين فضلا عن العقلاء ، إنّه قول زور وبهتان لفقه الأمراء والسلاطين ، والذين ساروا في ركابهم من علماء السوء المتطفّلين على العلم ، ونحن لا يمكن لنا قبول هذا القول أبداً مادامت لنا عقول ؛ لأنّه ردّ على الله ورسوله ، ومن ردّ قول الله وقول الرسول فقد كفر ، ولأنّه يصادم العقل والوجدان.
ونحن لا نلزم « أهل السنّة والجماعة » بالعدول عنه أو برفضه ، فهم أحرار في ما يعتقدونه ، وهم وحدهم المسؤولون عن نتائجه وعواقبه الوخيمة.
ولكن عليهم أن لا يكفرّوا من يتبع القرآن والسنّة في عدالة الصحابة ، فيقول للمحسن منهم : أحسنت ، ويقول للمسيء منهم : أخطأت وأسأت ، ويتولّى أولياء الله ورسوله منهم ، ويتبرّأ من أعداء الله ورسوله منهم أيضاً.
وبهذا يتبيّن لنا أيضاً بأنّ « أهل السنّة والجماعة » خالفوا صريح القرآن وصريح من سبّ صحابياً ، إذا قلت له : كيف لا تكفِّر معاوية وكلّ الصحابة الذين اتّبعوه على سبّ ولعن عليّ من فوق المنابر؟ فسيجيبك حتماً كما هو معروف : ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمّا كانُوا يَعْمَلُونَ ) (١).
__________________
١ ـ البقرة : ١٣٤.